مهرجان حيفا المستقلّ للأفلام 2018 | ملفّ خاصّ

عن موقع فسحة

ترى فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة أنّ دورها يتعدّى رصد الفعل الثقافيّ الفلسطينيّ وتغطية شؤونه إعلاميًّا، نحو دعمه وتعزيزه من خلال عقد تعاونات وشراكات إعلاميّة مع مؤسّسات ومبادرات تلتقي معها في أهدافها وقيمها؛ فتقدّم لها الرعاية الإعلاميّة، وتواكبها، وترفدها بإنتاج كتابيّ ثقافيّ ونقديّ، يساهم في تسليط الضوء على أهمّ ملامحها، والإشارة إلى مكامن قوّتها، وكذلك إلى ما يمكن أن يكون مكامن ضعف لديها، بالإضافة إلى الترويج لها وتعريف الجمهور بها على أوسع نطاق ممكن، في فلسطين وخارجها

هذا الملفّ، وللعام الثاني على التوالي، ثمرة تعاون إعلاميّ بين فُسْحَة ومهرجان حيفا المستقلّ للأفلام، وهو يضمّ 16 مادّة، تتنوّع ما بين التقرير، والخبر، والمقالة، والمعرض الرقميّ، ساهم في إعدادها عدد من الصحافيّين، والنقّاد، والعاملين في مجال السينما

وقد جاء هذا التعاون إيمانًا من فُسْحَة بأنّ هذه المبادرة، وما يشبهها، تمثّل مقولة ضروريّة في السياق الفلسطينيّ والعربيّ، إذ تتناول بالإبداع مختلف قضايانا، المحلّيّة والإقليميّة والدوليّة، وتسلّط الضوء عليها؛ كما أنّها تصل حيفا بمحيطها الحضاريّ الطبيعيّ، الذي عُزِلَتْ عنه منذ نكبة عام 1948، وذلك من خلال إحضار السينما الفلسطينيّة، والعربيّة، والعالميّة إليها، وإتاحتها لجمهور الفلسطينيّين في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة عام 1948، في ظلّ سياسات تشويه وتضييق وملاحقة من قبل السلطات الإسرائيليّة. بالإضافة إلى ذلك، توفّر هذه المبادرة مساحات لتبادل المعارف والخبرات والتجارب، وفرصًا للتشبيك والعمل المشترك بين العاملين في الحقل الثقافيّ، ما له أن يساهم في تطوير الإنتاج الإبداعيّ لدى المجتمع المستهدف، ولا سيّما في مجال صناعة السينما

ويُعَدّ مفهوم "الاستقلال الثقافيّ" في أراضي 48، الذي تتبنّاه فُسْحَة وتدعمه منذ انطلاقها، دافعًا مركزيًّا لديها نحو عقد هذا التعاون، لما يمثّله هذا المفهوم من مقولة سياسيّة تجاه الحالة الاستعماريّة المفروضة على الفلسطينيّين، تصرّ على أنّ بلوغ الحرّيّة لا بدّ له من ثقافة وصناعة ثقافيّة حرّة

الشكر الكبير لكلّ مَنْ ساهم في إنجاز هذا الملفّ ونجاحه

علي مواسي

لجميع مقالات الملف الخاص انقر هنا